رشيد الخالدي: الاستيطان الاستعماري والاحتلال هما السبب الجذري لكل ما يحدث في فلسطين
عقد مركز بيسان للبحوث والإنماء يوم الأربعاء الموافق 11 أكتوبر 2023م، ثاني محاضراته من سلسلة محاضرات بيسان، بالشراكة مع منظمة “علماء من أجل فلسطين”.
وقدّم المحاضرة المؤرخ الفلسطيني الأستاذ الدكتور من جامعة كولومبيا “رشيد الخالدي”، الذي أخذ المحاضرة في منحى مختلف عن موضوعها الأصلي؛ كتابه: “المرحلة الأخيرة من حرب المئة عام على فلسطين”، وركّز على الحرب على غزّة، معتبرًا أن عملية طوفان الأقصى التي حصلت يوم السبت كانت بمثابة مفاجأة كبيرة، وهي بداية حرب جديدة في حرب المئة عام في فلسطين التي لطالما ارتكز على الاستيطان والتطهير العرقي.
وأشار الخالدي خلال المحاضرة إلى أننا نعيش في ظل بيئة سياسية سيئة ومؤذية، إذ يطلق رئيس الولايات المتحدة بايدن ومنافسه في الانتخابات ترامب بيانات سيئة، ويضغطون نحو خطاب صمّم في إسرائيل ورواية صهيونية معادية لفلسطين والفلسطينيين في ظل الطوفان الذي أطلقته حماس، مؤكدًا أن الولايات المتحدة وأوروبا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، هي دول تدعم مشروع الاستيطان الاستعماري، علمًا بأن الاستيطان الاستعماري والاحتلال هما السبب الجذري لكل ما يحدث في فلسطين وليس الأرهاب ولا التطرف الإسلامي، بحسب الخالدي.
واعتبر الخالدي أن المراحل التي مرّت بها فلسطين من وعد بلفور إلى النكبة المستمرة إلى اليوم، واحتلال عام 1967م ثم الانتفاضة الأولى ومعاهدة أوسلو، محطات مختلفة طرحها في كتابه على أنها إعلانات حروب على الشعب الفلسطيني، معتبرًا أن الحرب الحالية على غزّة هي محطة جديدة، تتسم بأنها مرحلة تحوّل في القوى، فهي المرحلة الأولى التي يتم فيها تنفيذ عمليات عسكرية فلسطينية بهذا المستوى على أراضي احتلتها إسرائيل منذ النكبة.
وذكر أنّ حماس فرضت نفسها كأكبر فاعل في السياسة الفلسطينية. فيما وصف الخالدي اتفاق أوسلو بالجثة الآخذة بالتحلل، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستحاول تحنيطها، كما أكد الخالدي أن مفهوم الاستراتيجية الإسرائيلية الذي كانت تنتجه الآلة العسكرية، أثبت عقمه.
وشدد الخالدي على أهمية الاعتناء بالشق الإعلامي، قائلا: “ومن لا ينتبه إلى هذه المسألة لا يفهم بالسياسة”، ودعا إلى تذكير الناس أننا كفلسطينيين سكان أصليين، وأنّ الاستعمار هو من دفع الناس في جنوب فلسطين إلى قطاع غزّة، وهم لاجئون منذ عام 1948م كانوا سكان قرى فلسطينية مدمرة.
كما أشار الخالدي إلى أن الإعلام الغربي والأمريكي والسياسيين الأمريكيين، يعتبرون أن حياة الأمريكيين وحياة الإسرائيليين أو حياة شخص أبيض، أكثر أهمية من حيوات العرب والفلسطينيين والحيوات الأخرى. ولفت الخالدي إلى محاولة الغرب ادعاء عدم وجود الفلسطينيين من حيث المفهوم، وإن وجدوا فهم إرهابيون! وعليه رأى الخالدي أن الفلسطينيين في الغرب لديهم حرب ومعركة يخوضنها بهذا السياق، مشددًا على أن كسب الرأي العام الأمريكي والرأي العام الأوروبي هو بذات أهمية ما يحدث على أرض الميدان.
واختتم الخالدي حديثه بأن الحرب الدامية على غزّة هي هزيمة إسرائيلية كبيرة، آملا أن تؤدي عملية طوفان الأقصى التي بدأت يوم السبت إلى الاستراتيجية الفلسطينية الموحّدة التي نفتقر إليها، على الرغم من أنها كانت موجودة لدينا في السباق.
وأكّد أن إسرائيل ستوقع عدد كبير من الضحايا في غزّة في الأيام القادمة، وربما الأسابيع القادمة. كما رأى أنه على الرغم من الدعم غير المحدود الذي تتلقاه إسرائيل من الولايات المتحدة وأوروبا، إلا أن اسرائيل والولايات المتحدة ستواجهان نفاذًا في استراتيجيتهما.