تهدف هذه الدراسة إلى تناول دور المؤسسات المانحة/المموِّلة في فلسطين نقدياً؛ ودورها كذلك في إعادة صياغة الفضاء الفلسطيني، من خلال تحليل خطاب هذه المؤسسات ودورها في الواقع الفلسطيني. عبر تعريف الفضاء، ومناحي التدخل التي أدّت إلى صياغته في السوق الفلسطيني، وبالتحديد دَور التمويل الغربي في هذا المجال، دون أن يكون منفصلاً عن السياق الاستعماري؛ الذي تخضع له الحالة الفلسطينية، فقد قمنا بدراسة ما أطلقنا عليه “عملية التدخل التحويلي”، التي قام بها هذا التمويل داخل الفضاء الفلسطيني الجديد، من خلال تحليل خطاب ثماني مؤسسات مانحة، تندرج ضمن قائمة أكبر 20 جهة مموِّلة للأراضي الفلسطينية، كما قمنا بفحص أثر هذه المساعدات في الواقع العملي من خلال استخلاص الآليات التي عملت عبرها المؤسسات المانحة في إعادة تشكيل هذا الفضاء في مستوياته الناظمة له (الثقافية، والسياسية، والاقتصادية، والمكانية، والمجتمعية)، وإعادة مَوْضعة الفلسطينيين كجماعة وأفراد ضمن الفضاء الفلسطيني المصنَّع.
المساعدات الخارجية وتشكيل الفضاء الفلسطيني