مركز بيسان للبحوث والإنماء يطلق العدد الأول من مجلة “التقدمي”

26-1-2020

رام الله- أطلق مركز بيسان للبحوث والإنماء اليوم الأحد العدد الأول من مجلة “التقدمي” في مؤتمرٍ عقده في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وتأتي هذه المجلة في إطارٍ تقدمي يفتح المجال للجدل والحوار حول عدد من القضايا الفكرية الشائكة، وذلك في سبيل الإجابة عن سؤال “بماذا يفكر التقدميون الفلسطينيون، وقد تمّ إصدار “التقدمي” بإشراف كل من مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية ومركز بيسان للبحوث والإنماء.

وافتتحت المؤتمر رئيس مجلس إدارة مركز بيسان للبحوث والإنماء المهندسة ناديا حبش، مشيرةً إلى دور المجلة في أن تصبح منبراً للبحث العقلاني والتقدمي، كما أشارت حبش في كلمتها إلى مدير مركز بيسان للبحوث والإنماء أبي العابودي الذي يقبع في سجون الاحتلال الصهيوني منذ شهر تشرين الثاني المنصرم.

وقد قدّم المجلة الدكتور إياد البرغوثي، مشيراً إلى أهمية وجود مجلة تقدمية مشابهة في ضوء الوضع الحالي، وقد جاء المؤتمر في جلستين تضمنت كل منهما طرحاً لجزء من الأبحاث الموجودة في المجلة، فناقشت الباحثة هند بطة في الجلسة الاولى بحثتها الذي جاء بعنوان “اليسار الفلسطيني بين الراهن والمستقبل”، إذ حاولت في هذا البحث توضيح عدة محاور ومفاهيم تدور حول توضيح ما هيّة النقد الموجه لليسار، والإجابة على سؤال كيف يخرج اليسار من أزمته، كما ركزت في بحثها على حقيقة ابتعاد اليسار عن قواعده الجماهيرية وعدم قدرته على الاستجابة للمشاكل الاجتماعية.

في حين تطرّق الباحث جبريل محمد للحديث عن “التشابك بين التحرر الوطني وقضايا الديمقراطية الاجتماعية في فلسطين”، مشيراً إلى مشاكل عدة يعاني منها المشهد الفلسطيني بما في ذلك التشتت بين فئات الشعب الفلسطيني باختلاف توجهاتها الأمر الذي لعب دوراً في غياب رؤية فلسطينية موحدة للتحرر الوطني المطلوب، وأكد محمد أنّ الفكر القومي وحده لا يفيد في الإجابة عن أسئلة المرحلة، وأن اليسار غيّب مهماته الاجتماعية الديمقراطية.

على صعيد متصل، فقد استمرت الجلسة الثانية والتي تحدث فيها الأستاذ داوود تلحمي عن تحديات اليسار في مناخات تفشي ظواهر التطرف اليميني، وأشار إلى مشكلة قصور اليسار في مواجهة المشكلات الجديدة للعمال والفئات متدنية الدخل، وأكد تلحمي على أنّ مفهوم اليسار في قرننا الحالي ينبغي ألّا ينسخ تجارب القرن الماضي، تحديداً التجربة السوفييتية، مشيراً إلى أنّ العلّات والنقائص في هذه التجربة هي السبب في انهيارها وبالتالي يجب تبني رؤى جديدة، وأشار إلى ضرورة طرح اليسار برنامج اقتصادي اجتماعي بديل يعكس واقع المرحلة وما يريده المواطنون.

وانتقل الأستاذ في جامعة بيرزيت حسن لدادوة للحديث عن “التحولات الطبقية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد أوسلو”، وقد أشار لدادوة إلى ضرورة ربط هذه التحولات بالواقع الاستعماري الذي نعيشه في فلسطين، في ظل حالة الشرذمة التي أصابت المجتمع الفلسطيني، من تقسيمات جغرافية متباعدة بين القدس والضفة وغزة، والداخل الفلسطيني المحتل، والشتات الأكبر، إذ أكّد أنّه لا يمكن فهم هذه التحولات دون ربطها بالاستعمار، كما اعتبرلدادوة أنّ الواقع الاقتصادي الذي نعيشه هو حصيلة آليات السيطرة الاستعمارية وعملية مقاومة هذه الحالة.

وقد تضمنت المجلة في صفحاتها عشر أوراق بحثية في مواضيع متنوعة، من بينها قراءة في أدبيات التنمية الفلسطينية، إضافةً إلى مراجعات في الفكر الماركسي، والعدالة الضريبية في فلسطين، كما تطرقت المجلة إلى دور المرأة في اليسار الفلسطيني، ودور الثقافة في التحرر من العبودية، إلى جانب الحديث عن النقابات واليسار.