تحاول هذه الورقة تقديم قراءة لهذا الحراك الاحتجاجي، في إطار فهم “إسرائيل” كونها منظومة استعمار استيطاني، و”دولة قومية حديثة” تتبنى حالياً سياسات اقتصادية اجتماعية نيوليبرالية، ولها مؤسساتها التي مرّت بمتغيرات عدة، متأثرة بعوامل كثيرة منها الذاتي والموضوعي.
تقدم الورقة لمحة تاريخية عن الاحتجاجات والحركات الاجتماعية التي شهدتها “إسرائيل” وتمسكت بمطالب اقتصادية اجتماعية بداية من تمرد وادي الصليبي 1959، حتى حراك “الكوتج” 2011، وكذلك التحولات في الاقتصاد الإسرائيلي بداية من الأزمة الاقتصادية عام 1985 وتحول “إسرائيل” من “دولة الرفاه لكل مواطنيها” إلى “دولة الرفاه للمستوطنين”-حسب تعبير اليسار الصهيوني-وانعكاس ذلك على السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تتبناها حكومات “إسرائيل” المتعاقبة تجاه مواطنيها في محاولة لفهم المماثل تاريخياً والمختلف راهناً. ستحاول الورقة الإجابة على أسئلة حاضرة وملحّة أهمها: لماذا جاءت هذه الاحتجاجات اليوم تحديداً، بعد انقطاع دام تسع سنوات عن آخر حراك مطلبي؟